لماذا تكون شحنة النواة موجبة

تعتبر الذرّة أحد أصغر أجزاء المادّة، وقد ذكرها الله عزّ وجل في كتابه الكريم في العديد من الآيات، وقد أشارت الأبحاث المُتخصّصة في مجال الإعجاز العلميّ أنّ هُناك جسيم أصغر من الذّرة وهو النواة، فقال عزّ وجل: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [يونس:61].

بَحث العِلم عن مفهوم الذّرة لمدّة طويلة من الّزمن، وقد تمّ إطلاق مفهوم خاص بها على أنّها أصغر جزء في المادّة، وتحمل الصفات الكيميائيّة الخاصّة بالمادّة، فإن كانت جميع الذّرات المكوّنة للمادّة متشابهة فيُطلق عليها اسم العنصر، أمّا إذا وجد اختلاف في ذرّات المادّة يُطلق عليها اسم خليط، وتعدّ الذّرة اللبنة الأساسيّة في بناء الكون.

بحث العديد من علماء العصر القديم والحديث عن الذّرة ومكوّناتها كالعالم دالتون، والعالم تومسون، والعالم رذرفورد، والعالم فاراداي، والعالم بور،؛ وذلك بسبب الأهميّة البالغة لها، حيثُ إنّها الوحدة الأساسيّة لبناء العناصر، وتُعتبر دراستها مهمّة جداً لتفسير الظواهر الكونيّة المحتلفة والتفاعلات الكيميائيّة وغيرها.

ساد الاعتقاد عند النّاس قديماً أنّ الذّرة هي أصغر أجزاء المادّة ولا يُمكن تقسيمها إلى أجزاء أصغر، ولكن مع تطوّر العلم اكتشف العلماء بأنّها توجد أجزاء أساسيّة وأصغر من الذرّة تُسمّى نواة الذّرة؛ حيث إنّ النّواة هي الجزء المركزي والوحدة الأساسيّة للذّرة، وتحتوي كلٌّ منها على عدد من البروتونات ذات الشحنة الموجبة وعدد من النيوترونات متعادلة الشحنة؛ أي لا تحمل شحنةً؛ وبالتّالي فإنّ شحنة النواة الكليّة موجبة، وإلإلكترونات تدور حول النّواة بمدارات هندسيّة مختلفة وتحمل الشحنة السالبة، وفي حالة تساوي عدد الإلكترونات خارج النّواة مع عدد البروتونات داخل النّواة تكون الذّرة متعادلة كهربائيّاً.

إنّ لكل نواة ذرّة عدداً ذريّاً فريداً وخاصّاً بها، ويُحدّد نسبةً إلى عدد البروتونات فيها؛ فعلى سبيل المثال يبلغ العدد الذرّي لعنصر الهيدروجين واحد وذلك لأنّ نواة العنصر تحتوي على بروتون واحد فقط، أمّا الأكسجين يبلغ عدده الذّري 8 وذلك لأنّه يحتوي على 8 بروتونات، ويعدّ عدد الذّرات مهماً جداً في للتفاعلات الكيميائيّة بين المواد، وتُستخدم أعداد النيوترونات لتحديد النظائر الخاصّة بالعنصر ودائماً ما يكون عدد النيترونات متناسباً مع عدد البروتونات داخل نواة الذّرة.